فلسطينيون بجوازات إسرائيلية؟
كيف هناك مليونا فلسطيني يحملون جوازات سفر إسرائيلية؟ ولماذا منحتهم إسرائيل هذه الجوازات؟ وهل هم مخيرون أو مجبرون على حمل هذه الجوازات؟ وكيف كانت جوازاتهم عائقًا كبيرًا في اندماجهم في محيطهم العربي؟ وما هي الحلول المناسبة لهم لفك هذه العزلة؟ كل هذا سنتحدث عنه اليوم، هذا أنا تمّام غوانمة ، فإلى هناك.
بعد احتلال العصابات الصهيونية لمعظم أراضي فلسطين بين عامي 1948 و1949 وتطهير أغلب سكانها عرقيًا عن طريق القتل والتهجير، بقيت نسبة قليلة من الفلسطينيين في أراضيهم وخضعوا لحكم عسكري يشبه الحكم العسكري في الضفة الغربية. تم منحهم جميعًا الجنسية الإسرائيلية بموجب قانون الجنسية في دولة الاحتلال لعام 1952، وهكذا أصبحوا مواطنين في دولة الاحتلال.
بسبب الحرب العربية الإسرائيلية وانعزال دولة الاحتلال، أدى هذا لعزل هذه الفئة عن باقي فلسطين التي تم ضم ضفتها الغربية للأردن وقطاع غزة لمصر، وانعزالهم عن باقي الدول العربية التي لم تعترف بدولة الاحتلال إلا بعد اتفاقية كامب ديفيد في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وبعدها وادي عربة. ولكن قبل ذلك توحد الفلسطينيون لأول مرة، ولكن هذه المرة تحت الاحتلال بعد هزيمة دولة الاحتلال لثلاث دول عربية واحتلال الضفة الغربية وسيناء والجولان.
ولكن حتى بعد تطبيع دولتين عربيتين، مصر والأردن، علاقاتهما مع دولة الاحتلال وصاروا عرب 48 قادرين على الاختلاط مع هاتين الدولتين، ظلت العزلة موجودة. وانفكت نوعًا ما بعد توقيع ثلاث دول عربية لاتفاقيات تطبيع مع دولة الاحتلال، وصاروا قادرين على السفر إلى الإمارات والبحرين والمغرب. وحتى عندما كانوا يريدون الحج أو العمرة، كانوا يقدمون على جوازات أردنية مؤقتة ويسافرون من الأردن فقط إلى السعودية. ولكن حتى الآن ما زالوا معزولين بشكل كبير بسبب عدم قدرتهم على السفر إلى أغلب الدول الإسلامية والعربية بسبب عدم اعتراف هذه الدول بدولة الاحتلال الإسرائيلي.
فما هو الحل بالنسبة لهم؟ أكيد الحل هو الحل الذي دائمًا أتحدث عنه وهو أن يكون لديهم جوازات سفر ثانية تسمح لهم بالسفر والعيش في الدول العربية والإسلامية. كيف يمكن الحصول على جوازات سفر ثانية؟ تحدثنا في حلقات سابقة عن طرق الحصول على جوازات أخرى عن طريق الولادة والاستثمار والزواج والتجنيس، وسأتركها في الوصف.
وبعد الحصول على الجوازات الثانية، هل من المفروض أن يتنازلوا عن جنسياتهم الإسرائيلية؟ بما أن دولة الاحتلال تتمنى أن يتنازلوا عن جنسياتهم الإسرائيلية وتتخلص منهم، فإن التنازل عن الجنسية يجب أن يكون آخر حل على الطاولة، ويجب أن يحافظوا على جنسياتهم.
هذه كان مقالنا لليوم، لا تنسوا مشاركة هذا المقال مع المهتمين به.
لا أريد أن أطيل عليكم، كان معكم تمّام غوانمة من تورونتو الكندية، فإلى اللقاء.